أخي المربي يقول الله - تعالى -: (قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) [الأحزاب: 21].
إن قدوتنا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان - عليه السلام - أفضل مربي، وقد أخرج أجيالاً لم يعرف التأريخ مثلهم ...
وحول موضوع تربية النبي - صلى الله عليه وسلم - لأطفال المسلمين، نسوق لك أخي شيئاً من ذلك، وهي كلمات مختصرة وبتصرف من كتاب: أطفال المسلمين كيف رباهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟ / لـ: جمال عبد الرحمن
فهاك شيئاً مما كتب
1-النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو للأبناء وهم في أصلاب آبائهم:
لما أذى أهل الطائف النبي- صلى الله عليه وسلم - ورموه بالحجارة عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين (جبلين بمكة)، عندها قال النبي المشفق الرحيم: ((أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا))، كذلك يرشدنا لما فيه صلاح الابن في المستقبل حيث تكون البداية ربانية لا شيطانية حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: (( لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، يولد بينهما ولد فلا يصيبه الشيطان أبدا))
ولقد أمرنا الله باختيار الصالحين والصالحات عند الزواج لتنشئة جيل صالح؛ لأن فاقد الشىء لا يعطيه
2-ويدعو لهم وهم نطفة في رحم الأمهات:
لقد دعا - صلى الله عليه وسلم - لأبي طلحة وزوجه فقال: ((بارك الله لكما في ليلتكما)).
* ومن مظاهر عناية الإسلام بالطفل وهو في رحم أمه ما أمر به النبي- صلى الله عليه وسلم- من النفقة على المرأة المطلقة ثلاثاً إذا كانت حاملاً، وهذه النفقة لأجل جنينها، وليست لأجلها حيث قد سقطت نفقتها بطلاقها ثلاثاً.
* ومن العناية به وقايته مما قد يؤثر على صحته وهو في رحم أمه ولذا أبيح للحامل إذا خافت على جنينها أن تفطر في رمضان كالمريض والمسافر.
* ومن العناية بالطفل وهو في رحم أمه تأجيل العقوبة التي تستحقها إذا كان ذلك سوف يؤثر على الولد أو يقضى عليه مثل قصة
جهينة وقصة المرأة الغامدية.
3- ويعلمنا - صلى الله عليه وسلم - أذكاراً لنزول أحدهم بالسلامة من رحم أمه:
إن لحظات الولادة من أشق اللحظات على الأم وجنينها؛ لما فيها من المشقة والكرب، وتكون الأم مكروبة فيها كرباً عظيما،ً وقد علمنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - دعاء يقال في هذه الحالات حيث قال: " دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا اله إلا أنت".
ومن الآيات قوله - تعالى -: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54].
وقوله عز وجل: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) [يونس: 3].
4-ويبين - صلى الله عليه وسلم - منزلته عند الله إذا سقط من بطن أمه قبل تمامه:
لقد ورد بشأن السقط أحاديث تسر السامعين فعن معاذ بن جبل - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته)) أي: صبرت على فقده. رواه أحمد وابن ماجه.
5-وبعد ولاتهم يؤذن في الأذن اليمنى للطفل
عن أبى رافع قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أّّذن الحسن بن على حين ولدته فاطمة. وقال ابن القيم - رحمه الله -: وسر التأذين والإقامة أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام ومعروف أن الشيطان يفر ويهرب من سماع كلمات الآذان فيسمع شيطانه ما يغيظه في أول لحظات حياته.
6-الإسلام يعد الأولاد من البشريات:
إن الأولاد نعمة من الله - سبحانه وتعالى - يهبها لمن يشاء ويمسكها عمن يشاء ولما كانت هذه النعمة تسر الوالدين بشرت الملائكة بهم رسل الله من البشر وزوجاتهم
قال - تعالى -: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً)[مريم 7] - وقالت عن امرأة إبراهيم الخليل(وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) [هود:71].
ولهذا ذم الله - تعالى -من تبرم من الأنثى واستثقلها لأنه - تعالى -هو الذي وهبها كما وهب الذكر والحياة لا تستمر إلا بالذكر والأنثى معا فقال - تعالى -: (أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)(النحل: من الآية59) "
7- والنبي - صلى الله عليه وسلم - يحنك المولود بالتمر ويدعو له ويبرك عليه.
والتحنيك هو مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي ودلك حنكه به يصنع ذلك بالصبي ليتمرن على الأكل ويقوى عليه والمقصود من التحنيك أن يطمئن الطفل ويجعله آمنا على استمرار غذائه والعناية به وبخاصة تحنيكه بالتمر الذي ترتفع فيه نسبة الحلاوة التي يتلذذ بها الطفل وفيه كذلك تمرين على استعمال وسيلة غذائه الجديدة وهى المص بالفم ليألفها
* عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِي الله عَنْها أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ قَالَتْ: ((فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ قُبَاءً فَوَلَدْتُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالتَّمْرَةِ ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَّكَ عَلَيْهِ وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا لِأَنَّهُمْ قِيلَ لَهُمْ إِنَّ الْيَهُودَ قَدْ سَحَرَتْكُمْ فَلَا يُولَدُ لَكُمْ)) *رواه الشيخان.
وعن عائشة - رضي الله عنها – ((أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم)) رواه مسلم.
8-ويرشد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - الأبوين إلى تحصينه بالذكر من الآفات وشكر الله - تعالى -على موهبته.
لا شك أن الدعاء مجلبة لكل خير وفيه شكر الرحمن الذي يزيد من شكره قال - تعالى -: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم
من الآية7].
9- ويقسم - صلى الله عليه وسلم - للمولود ميراثه بمجرد ولاته، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لا يَرِثُ الصَّبِيُّ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا)) قَالَ ((وَاسْتِهْلَالُهُ أَنْ يَبْكِيَ وَيَصِيحَ أَوْ يَعْطِسَ)) رواة بن ماجة وصححه الألباني *
10- ويأمر بإخراج الزكاة عنه بمجرد الولادة أيضاً، فعن ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – (( فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ أَوْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ)) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
11- ويرحم - صلى الله عليه وسلم - طفولته ولو كان ولد زنا، فمن رحمة النبي بالطفل وحرصه على أن يشب راضعاً من ثدي
أمه أنه لما جاءته المرأة الغامدية التي زنت ردها حتى تلد، فلما وضعت ردها حتى ترضع طفلها، ثم جاءت بالطفل بيده كسرة خبز دليل على فطامه فأقام - صلى الله عليه وسلم - عليها الحد (الحديث رواه مسلم) والناظر في هذا الحديث يرى أمورا عجيبة:
- لم يأمرها النبي أن تسقط هذا الحمل من الزنا، بل على العكس أمرها إن تذهب حتى تلد.
- فلما ولدت أمرها أن تذهب حتى تفطمه، فأرضعته، ثم فطمته وقد أكل الخبز.
- أن النبي دفع بالصبي إلى أحد المسلمين ليقوم على رعايته وتربيته
يـــتـــبــع
إن قدوتنا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان - عليه السلام - أفضل مربي، وقد أخرج أجيالاً لم يعرف التأريخ مثلهم ...
وحول موضوع تربية النبي - صلى الله عليه وسلم - لأطفال المسلمين، نسوق لك أخي شيئاً من ذلك، وهي كلمات مختصرة وبتصرف من كتاب: أطفال المسلمين كيف رباهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -؟ / لـ: جمال عبد الرحمن
فهاك شيئاً مما كتب
1-النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو للأبناء وهم في أصلاب آبائهم:
لما أذى أهل الطائف النبي- صلى الله عليه وسلم - ورموه بالحجارة عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين (جبلين بمكة)، عندها قال النبي المشفق الرحيم: ((أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا))، كذلك يرشدنا لما فيه صلاح الابن في المستقبل حيث تكون البداية ربانية لا شيطانية حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: (( لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، يولد بينهما ولد فلا يصيبه الشيطان أبدا))
ولقد أمرنا الله باختيار الصالحين والصالحات عند الزواج لتنشئة جيل صالح؛ لأن فاقد الشىء لا يعطيه
2-ويدعو لهم وهم نطفة في رحم الأمهات:
لقد دعا - صلى الله عليه وسلم - لأبي طلحة وزوجه فقال: ((بارك الله لكما في ليلتكما)).
* ومن مظاهر عناية الإسلام بالطفل وهو في رحم أمه ما أمر به النبي- صلى الله عليه وسلم- من النفقة على المرأة المطلقة ثلاثاً إذا كانت حاملاً، وهذه النفقة لأجل جنينها، وليست لأجلها حيث قد سقطت نفقتها بطلاقها ثلاثاً.
* ومن العناية به وقايته مما قد يؤثر على صحته وهو في رحم أمه ولذا أبيح للحامل إذا خافت على جنينها أن تفطر في رمضان كالمريض والمسافر.
* ومن العناية بالطفل وهو في رحم أمه تأجيل العقوبة التي تستحقها إذا كان ذلك سوف يؤثر على الولد أو يقضى عليه مثل قصة
جهينة وقصة المرأة الغامدية.
3- ويعلمنا - صلى الله عليه وسلم - أذكاراً لنزول أحدهم بالسلامة من رحم أمه:
إن لحظات الولادة من أشق اللحظات على الأم وجنينها؛ لما فيها من المشقة والكرب، وتكون الأم مكروبة فيها كرباً عظيما،ً وقد علمنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - دعاء يقال في هذه الحالات حيث قال: " دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا اله إلا أنت".
ومن الآيات قوله - تعالى -: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54].
وقوله عز وجل: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) [يونس: 3].
4-ويبين - صلى الله عليه وسلم - منزلته عند الله إذا سقط من بطن أمه قبل تمامه:
لقد ورد بشأن السقط أحاديث تسر السامعين فعن معاذ بن جبل - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته)) أي: صبرت على فقده. رواه أحمد وابن ماجه.
5-وبعد ولاتهم يؤذن في الأذن اليمنى للطفل
عن أبى رافع قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أّّذن الحسن بن على حين ولدته فاطمة. وقال ابن القيم - رحمه الله -: وسر التأذين والإقامة أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام ومعروف أن الشيطان يفر ويهرب من سماع كلمات الآذان فيسمع شيطانه ما يغيظه في أول لحظات حياته.
6-الإسلام يعد الأولاد من البشريات:
إن الأولاد نعمة من الله - سبحانه وتعالى - يهبها لمن يشاء ويمسكها عمن يشاء ولما كانت هذه النعمة تسر الوالدين بشرت الملائكة بهم رسل الله من البشر وزوجاتهم
قال - تعالى -: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيّاً)[مريم 7] - وقالت عن امرأة إبراهيم الخليل(وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) [هود:71].
ولهذا ذم الله - تعالى -من تبرم من الأنثى واستثقلها لأنه - تعالى -هو الذي وهبها كما وهب الذكر والحياة لا تستمر إلا بالذكر والأنثى معا فقال - تعالى -: (أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)(النحل: من الآية59) "
7- والنبي - صلى الله عليه وسلم - يحنك المولود بالتمر ويدعو له ويبرك عليه.
والتحنيك هو مضغ الشيء ووضعه في فم الصبي ودلك حنكه به يصنع ذلك بالصبي ليتمرن على الأكل ويقوى عليه والمقصود من التحنيك أن يطمئن الطفل ويجعله آمنا على استمرار غذائه والعناية به وبخاصة تحنيكه بالتمر الذي ترتفع فيه نسبة الحلاوة التي يتلذذ بها الطفل وفيه كذلك تمرين على استعمال وسيلة غذائه الجديدة وهى المص بالفم ليألفها
* عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِي الله عَنْها أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ قَالَتْ: ((فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ قُبَاءً فَوَلَدْتُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالتَّمْرَةِ ثُمَّ دَعَا لَهُ فَبَرَّكَ عَلَيْهِ وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا لِأَنَّهُمْ قِيلَ لَهُمْ إِنَّ الْيَهُودَ قَدْ سَحَرَتْكُمْ فَلَا يُولَدُ لَكُمْ)) *رواه الشيخان.
وعن عائشة - رضي الله عنها – ((أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم)) رواه مسلم.
8-ويرشد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - الأبوين إلى تحصينه بالذكر من الآفات وشكر الله - تعالى -على موهبته.
لا شك أن الدعاء مجلبة لكل خير وفيه شكر الرحمن الذي يزيد من شكره قال - تعالى -: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم
من الآية7].
9- ويقسم - صلى الله عليه وسلم - للمولود ميراثه بمجرد ولاته، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((لا يَرِثُ الصَّبِيُّ حَتَّى يَسْتَهِلَّ صَارِخًا)) قَالَ ((وَاسْتِهْلَالُهُ أَنْ يَبْكِيَ وَيَصِيحَ أَوْ يَعْطِسَ)) رواة بن ماجة وصححه الألباني *
10- ويأمر بإخراج الزكاة عنه بمجرد الولادة أيضاً، فعن ابْنِ عُمَرَ – رضي الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – (( فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ أَوْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ)) رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
11- ويرحم - صلى الله عليه وسلم - طفولته ولو كان ولد زنا، فمن رحمة النبي بالطفل وحرصه على أن يشب راضعاً من ثدي
أمه أنه لما جاءته المرأة الغامدية التي زنت ردها حتى تلد، فلما وضعت ردها حتى ترضع طفلها، ثم جاءت بالطفل بيده كسرة خبز دليل على فطامه فأقام - صلى الله عليه وسلم - عليها الحد (الحديث رواه مسلم) والناظر في هذا الحديث يرى أمورا عجيبة:
- لم يأمرها النبي أن تسقط هذا الحمل من الزنا، بل على العكس أمرها إن تذهب حتى تلد.
- فلما ولدت أمرها أن تذهب حتى تفطمه، فأرضعته، ثم فطمته وقد أكل الخبز.
- أن النبي دفع بالصبي إلى أحد المسلمين ليقوم على رعايته وتربيته
يـــتـــبــع